الجمعة، 27 فبراير 2009

سُكون يخيم علي كل شيء

سُكون يخيم علي كل شيء
صمت رهيب وهدوء عجيب
ليس هناك سوى موتى وقبور
انتهى الزمان وفات الاوان
صيحة عالية رهيبة تشق الصمت
يدوي صوتها في الفضاء توقظ الموتى
تبعثر القبور تنشق الارض يخرج منها البشر
حفاة عراة عليهم غبار قبورهم كلهم يسرعون
يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة لا كلام
ينظر الناس حولهم في ذهول هل هذه الارض
التي عشنا عليها ؟؟؟ الجبال دكت الانهار جفت البحار
اشتعلت الارض غير الارض السماء غير السماء
لا مفر من تلبية النداء وقعت الواقعة !!!!
الكل يصمت الكل مشغول بنفسه لا يفكر الا في مصيبته
الان اكتمل العدد من الانس والجن والشياطين والوحوش
الكل واقفون في ارض واحدة فجأة .....
تتعلق العيون بالسماء انها تنشق في صوت رهيب
يزيد الرعب رعبا والفزع فزعا ينزل من السماء
ملائكة اشكالهم رهيبة واقفون صفا واحدا في خشوع
وذل يفزع الناس يسألونهم أفيكم ربنا ... ؟؟؟!!!
ترتجف الملائكة.. سبحان ربنا ليس بيننا ولكنه آت ...
يتوالي نزول الملائكة حتي ينزل حملة العرش
ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا في صمت الخلائق
ثم ينزل الله تبارك وتعالي في جلاله وملكه ويضع كرسيه
حيث يشاء من ارضه فمن وجد خيرا فليحمد الله
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه الناس ابصارهم
زائغة والشمس تدنو من الرؤس من فوقهم
لا يفصل بينهم وبينها الا ميل واحد ولكنها في هذا اليوم
حرها مضاعف انا وأنت واقفون معهم نبكي دموعنا
تنهمر من الفزع والخوف الكل ينتظر ويطول الانتظار
خمســــــــون ألف سنة تقف لا تدري الى أين تمضي ؟
الى الجنة او النار خمسون الف سنة ولا شربة ماء
تلتهب الافواه والامعاء الكل ينتظر البعض يطلب الرحمة
ولو بالذهاب الي النار من هول الموقف وطول الانتظار
لهذه الدرجة .. نعم ؟؟؟!!!
ماذا أفعل.. هل من ملجأ يومئذ من كل هذا ؟؟؟
نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة السبعة
الذين يظلهم الله تحت عرشه منهم
شاب نشأ في طاعة الله
ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد
ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
هل أنت من هؤلاء ؟؟؟
الأمل الأخير.. ما حال بقية الناس ؟ يجثون على ركبهم خائفين ..
أليس هذا هو أدم أبو البشر ؟ أليس هذا من أسجد الله له الملائكة ؟
الكل يجري اليه .... اشفع لنا عند الله اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف ..
فيقول : ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ..
نفسي نفسي. . يجرون الى موسى فيقول نفسي نفسي ..
يجرون الى عيسى فيقول نفسي نفسي ..
وأنت معهم تهتف نفسي نفسي .....
فاذا بهم يرون محمد صلى الله عليه وسلم فيسرعون اليه
فينطلق الى ربه ويستأذن عليه فيؤذن له يقال سل تعط واشفع تشفع ..
والناس كلهم يرتقبون فاذا بنور باهر انه نور عرش الرحمن
وأشرقت الارض بنور ربها سيبدأ الحساب ..
ينادي .. فلان ا بن فلان .. انه اسمك أنت تفزع من مكانك ..
يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك يمشون بك
في وسط الخلائق الراكعة على أرجلها وكلهم ينظرون اليك
صوت جهنم يزأر في أذنك .. وأيدي الملائكة على كتفك ..
ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال .....
ويبدأ مشهد جديد... هذا المشهد سادعه لك أخي ولك يا أختي
فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته
هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟
هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه ؟؟
هل عملت بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
أم اتخذت لك نهجا غير نهجه...وسنةغير سنته...
وكنت من الذين أخبر عنهم حين قال وإنّ امّتي ستفرق بعدي
على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار.
فهل سألت نفسك من أي فرقة ستكون؟؟؟
هل أديت الصلاة في وقتها ؟؟؟
هل صمت رمضان ايمانا واحتسابا ؟؟؟
هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة ؟؟
هل أديت فريضة الحج ؟؟؟
هل أديت زكاة مالك ؟؟؟
هل كنت باراً بوالديك ؟؟
هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس
أم كنت تكذب وتكذب وتكذب ؟؟
هل كنت حسن الخلق أم عديم الأخلاق ؟؟؟
هل ..وهل ..وهل ؟؟ هناك الحساب .... أما الآن ...!!!
فاعمل لذلك اليوم...
ولا تدخر جهداَ واعمل عملاَ يدخلك الجنه ويبيض وجهك أمام الله
يوم تلقاه ليحاسبك وإلا فإن جهنم هي المأوى ..
واعلم أن الله كما أنه غفور رحيم هو أيضا شديد العقاب
فلا تأخذ صفه وتنسى الأخرى ....

الاثنين، 16 فبراير 2009

عذاب القبر ونعيمه حديث مفتعل

استكمالا لما سبق : وطبعا الكلام منسوخ عن لسان آخر
----------
أساس الحديث وحديث الأساس ... إننا في هذا الحديث أمام قضية عظمي ولا مجال لأن نقلل من هون الخوض فيها ونرفض أي تلميح باللفظ أو الإيماءة بدرأ العقيدة أو التشكيك فيها أو محاولة هدمها بل محاولة لترميم جدار كاد يشرخ فيها ، إنها قضية لا بد للعقل أن يكون له الدور الأكبر و الأوحد فيها هذه القضية قضية إسلامية تكاد أو ربما أصبحت عقيدية بالتوارث وليس بالفرض وسنفند بالعقل بعد ربطها بكتاب الله ألا وهي قضية عذاب القبر.
لماذا العقل؟ أولا القضية كما ذكرناها آنفا وصلتنا عن طريق التوارث حتى لو كانت وحيا من السماء فقد توارثناها ولم تصلنا عنها أي نصوص محفوظة وحتى ولو ثبت صدقها بربطها بالكتاب فالذي سيربطها هو العقل والذي سيرفضها أيضا هو العقل ولأن العقل هو الذي نقلها ودونها وشرحها وقرأناها بعقولنا بعدما توارثناها فالعقل هو الذي سيحكم عليها إما بالرفض أو القبول بعيدا عن العقيدة .
ثانيا : لن يثبت صدق القضية أو تكذيبها سوى بالاتفاق المباشر مع كتاب الله لأنها قضية غيبية إلهية والمتصرف الأوحد فيها الله غيبا وحضورا وهو من له الحق إخبارنا بكمها وكيفيتها لأنه هو الذي فرضها وخلقنا من أجلها ولها فكلنا حتى رسلنا وأنبيائنا في هذا الغيب متساوون فهم منا ومثلنا وسيكونوا معنا في نفس المكان ونفس الزمان ونفس التوقيت وسيكونوا كما نبعث يبعثوا ومن يلقانا يلقاهم ومن يسألنا يسألهم ومن يحاسبنا يحاسبهم ولا يحق لأي بشر أن ير حياة أخرى سيحياها مستقبلا وهي لم تأت فالله وحده يعلم هذا الغيب والله لا يخلف طبيعة خلقه إلا في المعجزات التي نزلت مع الأنبياء والرسل وكلها كانت وقتية ولم تبقى بعد رحيل صاحبها أو حاملها سوى كلمات الذكر الحكيم الذي بين يدينا والذي لم ينبأنا بها ولم تقترب كلمات الله في كتابه من قريب أو حتى بالتشبيه لحدوث هذا بل أن الله لم يذكر سوى عذابين في الدنيا والآخرة
العذاب ذاته كمه وكيفه يجب علينا ألا نعلمه ولا نفكر في كيفيته لأننا لا نعلم ما هي تلك النار التي خلقها الله للعذاب لأننا لم نر مثلا لها ولن نر و كذلك الجنة لا يمكن لأي تصور بشري أن يعلم ما فيها كيفية فهي فوق تصور البشر ، وإذا استطاع بشرا الولوج في هذه الغيبية وبما أن الروح في تلك الحالة في معية الله فمن ولج في هذه الغيبية قد دخل في معية الله من مكان لا يصح أن يكون موجودا فيه وهذا ليس فيه تشكيك في رؤيا سيد الخلق وأصدقهم قولا فهو نال ما هو أعظم في العروج لصدرة المنتهى ولكن هذه قضية أخرى .
إن الله تعالى خلق جنة ونار نعم إنهما نعيم وعذاب والعذاب عند الله لم يذكر فيه أن يعذب بمخلوق كالثعبان أو كجدار القبر أو الحفرة التي يدفن فيها العبد ولم يذكر أي من مخلوقاته يستجوب آخر نيابة عن الله الذي يعلم ما في النفوس قبل أن يتوفاها وكل أعماله أي العبد مدونة في إمام مبين والله ليس في حاجة لأن يرسل رسلا من الملائكة لاستجواب عباده أو يحاسبوهم فالله هو الذي خلقنا وهو الذي يحاسبنا بالجنة أو النار فقط هاتين ولا سواهما وهو تعالى الذي فرضهما ولم يفرض غيرهما بعد رحلة الحياة الدنيا وأن عذاب الله لا ولن يكون إلا بالنار فقط النار وهو تعالى الذي فرضها ويفرض ما يشاء ويعذب من يشاء ويقول لنا ما يشاء ويخبرنا بما يشاء ولا نخبره فهو يعلم ما بأنفسنا ولا نعلم ما بنفسه .
بعض الأمور الطريفة والتي تثير العجب أن بعض شيوخنا ونراها متوفرة كثيرا ومتداولة بين الأيدي قصص من أخرجوهم من قبورهم لعلة ما كإعادة الكشف عليهم أو الشك في طريقة موتهم فعند فتح قبورهم يجدوا المتوفى في حالة ضرب شديد أو يجدوا على جثته آثار تعذيب كأن هذا هو عذاب الله بالله عليكم أيعقل هذا ؟ أهذا هو عذاب الله الذي أسماه سعيرا ونارا وقودها الناس والحجارة ؟ ولماذا كل الحالات التي خرجت من القبور معذبة ولم نر حالة واحدة منعمة أو جثة خرجت وفي فمها تفاحة أو قطعة من صباع موز ؟ وكيف يكون هذا هو العذاب ونراه ونحن في الحياة الدنيا ، أقسم بأن من قال هذا وفرض بأن هذا عذاب لهو في ضلال مبين .
إن الفراعنة أخذوا فكرة البعث بعد الموت وكانت عقيدة عقلية خرجت من فكرهم هم فقاموا بتحنيط جثث ملوكهم وحفظوها وزينوا قبورهم وتفننوا فيها ودفنوا معهم الزاد إلى الآخرة في اعتقادهم ومازالت الجثث موجودة كل يوم تراها آلاف الأعين والأبصار المكفوفة ولم تعد لها الروح ولم تعذب ولم تنعم ولم تتأوه ولا حتى فنت ولا تآكلت من الثعبان أو النار المزعومة ، إن وعد الله حق فالروح في معية الله والروح كلمة بأمر الله وحده ولا سواه ، لقد جاءوا بحياة مفترة على الله وأسموها حياة البرزخ ولست أدري من أعطاهم هذا الحق في أن يقيموا حياة لم يفرضها الله في كلمة قالها ومن أدراهم بأن هذا البرزخ مكان أو زمان ؟ إن الروح تعود مرة واحدة بعد موتها يوم لا ريب فيه وكل بني الإنسان في نفس اللحظة لن يسبق فيها أحد أحدا آخر حتى جدنا آدم الأول سيبعث مع حفيده الأخير على الإطلاق وهذا هو عدل الله المطلق في ألا لن يحاسب عبد قبل عبد ولن ينعم أو يعذب عبد قبل عبد كما لو أننا نفس النفس التي خلقها وهو أعلم بها وقد فصل الله تعالى فصلا في هذا الخلاف المزمن والذي لا أساس له عنده تعالى بقوله تعالى ( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ) يونس (45) وهكذا تعود الروح للجسد كأنها لم تفارقه إلا ساعة غفلها الإنسان بالنهار وهي الفترة مابين موته وحشره فقط ساعة من نوم النهار الأرقي والذي عرفه الله بالألف واللام وقال تعالى ( النهار ) فجمع بين جميع حالات النوم الأرقية نهارا والتي لا يخلد فيها الإنسان في النوم كخلود الليل ، ولا حظ أن الله قال ( يحشرهم ) و ( يلبثوا ) أي من سيحشر هو الذي لبث وهو إنسان زمني فان أي أن الساعة الزمنية التي سيحشر بعد اليقظة منها بحساب من لبث أي بحساب الإنسان و الله يوعدنا ولا يخلف وعده ، فهل هذه الساعة الأرقية تكفي لهذه الأهوال وهذه المقابلات والأسئلة التعذيب والتنعيم ؟ وهل هذه الساعة تكفي يا من خلقت عذابا لم يفرضه الله أن تخرج فيها كل هذه الكتب وتفتري على الله وتجمع كل قواك الذهنية للتخيل وتتوقع وتخمن ما فيها من عذاب ونعيم ؟ إنها ساعة نوم قالها الله وسيبعثك بعدها ليحاسبك بكتابك المبين وليس بهذا التجزيء المشين المفترى على الله.
إن الأمثلة كثيرة وعديدة في القرآن الكريم والتي يتحدث عنها الله في
احياء الموتى وبعثهم ، فكلنا يعلم قصة جدنا إبراهيم عليه السلام عندما خاطب الله بأدب رسوله عليه السلام بكيفية احياء الموتى فأمره الله بتقطيع أربعة أنواع مختلفة من الطير وتقطيع أجزاءهم والمزج بين أجزاءهم وتوزيعهم على جبال مختلفة ثم يدعوهم فيأتوه سعيا هي هي نفس الطيور بريشها ومنقارها وارجلها ودمائها ولا غيرها وهكذا يجمع الله أشلاء موتانا وجثثنا أيا كانت أوضاعها أو أماكنها بأمر منه ، والرجل المار على قرية وهي خاوية على عروشها فتساءل مهاجسا نفسه بقدرة الله في احياء هذه القرية بعد موتها ، فالله يعلم ما بنفس هذا الرجل فجعل حماره آية له وهو نفسه آية لنا بين أيدينا مكتوبة في ذكره الحكيم وقد ذكر الله لنا في كتابه بأن الله قد أراه بأم عينه الإنسية عن كيفية إحياء الموتى وأنه نفسه كان آية للموت وقد كان ميتا بمعنى ميتا ولا اسم لغير ما حدث له أو الحالة التي كان عليها قبل عودة الروح إليه لم يسميها الله إلا موت بقوله ( فأماته الله مائة عام ) وقد اسماها الله موت وحدد مدة الموت حتى لا يكون لنا حجة فكما مات هذا الرجل وبعث و مات سالفينا وحاضرينا وسيموت من يأت بعدنا لنبعث جميعا كأن لم نلبث إلا ساعة من النهار فهذا الرجل قد أماته الله وقد صرح بها تعالى بكلمة ( أماته ) وسئل الرجل : كم لبثت ؟ قال يوما أو بعض يوم وهي نفس الساعة الأرقيه التي نامها الرجل رغم موته كل هذه المدة والتي أثبتها له تعالى بأمره له بالنظر إلى حماره وطعامه فلم يعودا لسابق عهدهما ورأى الرجل وهذا بقص القرآن بأنه رأي بنفس العين في الحياة الدنيا أعظم آية في كيفية تكوين النشأة للمرة الثانية والأخيرة للخلود وفيها يقين بأن جسد هذا الإنسان الذي يعلمه الله فقط ولا نعلمه بل نعلم أنه رجل أنسي مثلنا وكما كان نكون وكيف أن الروح فارقت الجسد لمدة زمنية معلومة حددها الله له والجسد فني تماما كما فنا حماره وطعامه وطول هذه المدة لم تعلم الروح أين هي ولا الجسد يعلم بأن الروح فارقته ثم عاد الجسد لسابق عهده بأمر من الله والجسد بذاته لم يعلم أنه فني ولم يظهر عليه أي علامات فناء أو تجديد النشء ثم عودة الروح له ولم تعلم الروح أنها فارقت الجسد والجسد لم يعلم أنه أبتعد عن الروح بل أن الجسد كان في حالة رقود والروح كانت في حالة تغييب نوم فالرجل قام من النوم بقوله ( لبثت يوما أو بعض يوم ) والله قد أيقظه من الموت بقوله ( فبعثه الله ) فهل اكتملت الآية لنعلم أن هذا الرجل كان ميتا ثم بعث ليكون آية ؟ والآية الثالثة الذين أماتهم الله ثلاثمائة عام وازدادوا تسعا والله أعلم ثم عادت لهم الروح والحياة بعد كل تلك هذه المدة الزمنية الرهيبة وأيضا لم تلاحظ الأجساد أن الروح قد فارقتها ولما عادت الروح لم تعلم أين كانت ولم يلاحظ أي أحد منهم رغم الإختلاف على عددهم فهم كانوا أكثر من واحد ليشهد كل على الآخر بأن بعد كل هذه المدة لم يتغير في احدهم شيئا ومعهم كلبهم باسط يديه أمامهم ومعنى أنه باسط يديه أنه لم يتحرك ولو كان رأى أي تغير في وجه أو جسد أي أحد منهم ولكن كل واحد فيهم مرت عليه نفس المدة وعاد كأن لم تمر عليه ساعة زمنية واحدة حتى الكلب الغير عاقل لم يتحرك بل ظل باسطا يديه كما ذكرها الله تعالى وهم أيضا كان نفس ردهم عندما سئلوا : كم لبثتم ؟ قالوا يوما أو بعض يوم أي أنهم تيقظوا من النوم والله أعادهم من الموت بعد نوم قليل وهذا الذي سنراه في ساعة من النهار .
في كتاب الله وكلنا يعلم ولا يختلف قارئ أو شارح أو أي مسلم مع نفسه بأن الله تعالى لم يذكر في كتابه الجامع المانع والذي لم يفرط فيه من شيء وهل باعتقاد أي مسلم أن يفرط في عذاب كهذا لو كان موجودا ؟ إنه تعالى لم يذكر سوى عذابين ونعيمين في الدنيا و الآخرة ولا سواهما ، وقد ربط الله بين الموت والنوم والنوم والموت وهذا يتضح في تلك الأمثلة وكقوله ( هو الذي يتوفى الأنفس في الليل ) و ( يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ) وهذا فيه إختلاف كبير وخطير عما ورد إلينا في كتب السلف في أن الروح تعود بعد فراقها للجسد لتعذب أو تنعم وتظل في حياة أخرى في نعيم أو عذاب لمدة زمنية ليست قصيرة وكأنهم يتعجلون العذاب وبهذا فرضوا حياة وموت لم يفرضهما الله والله فصل في هذا فصلا بأن المدة الزمنية التي تفصل مابين موتك وبعثك ستمر عليك كأنها ساعة من النهار وأنك ستفيق من النوم كما بعث الرجل المار على القرية و أهل الكهف وعندما تفيق أنت نفسك من نومك هي هي نفس الأحاسيس والتي ربطها الله في كلامه والذي سيختلف معك في هذه اليقظة أنك ستفيق على أهوال ليس مثلها أهوال فهي أهوال القيامة وأنك لن تنام بعدها والله أعلم .
إن القبر الذي تدفن فيه الجثث ما هو إلا مكان لمواراة السوءة وإخفاء الجسد وكلنا يعلم قصة قابيل وهابيل وهما أولاد آدم الأول أعلم سكان الأرض بعلوم السماء ومن علمه الله الأسماء كلها فهو لم يكد ينزل من السماء إلا وتمت أول جريمة إزهاق روح وأصبح على الأرض أول متوف وأن أبن من علمه الله لم يعلم كيف يواري سوءة أخيه وليس ليدفنه أو يرسله لحياة أخرى .
إن البرزخ الذي يدعي البعض أن فيه حياة أمر غيبي لا يجب أن يطلع عليه أحدا من مخلوقات الله سواه تعالى خالقه ومقدره وواضع قوانينه وحدوده فلا يجب أن يقترب أحد منها أو الخوض فيها .
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) ، إن الروح والفؤاد والأبصار ملك لخالقها ليس غير وهو الذي يسيرها ولا يمكن لأيا كائن أن يوكل بها،يبطل عملها أو يقبضها أو يفنيها أو يعيدها إلا الله وهو الوحيد من له الحق في تعذيبها ونعيمها ولا سواه ، فالله هو الذي قال كلمته للروح لتكون أمرا مباشرا منه تعالى داخل الجسد والذي لا يعلم مخلوق حتى الملائكة أين هي وكيف تعمل وليس كما يشاع بأن هناك ملائكة لقبض الأرواح وهذا أيضا قمة الافتراء والبهتان على الله فالله هو الذي يتوف الأنفس بالعين والنفس هي الروح والروح من أمر ربي فكيف يتصرف مخلوق ولو كان ملاكا في أمر من أمور الله ولو كان ملاكا مأمورا .
عندما خلق الله جدنا الأول آدم عليه السلام نفخ فيه من روحه كما قال وأخبرنا فكانت روح الإنسان التي تحرك جسده وتعطيه الأحاسيس والمشاعر والطباع والخصال والفهم والحب والمقت والنهي والأمر وكلها ملك له وسماها النفس واختص نفسه بقبضها وتوفيها وتعذيبها وتنعيمها ولا يمكن أن تكون القدرة لغيرة في أن يسيرها أو يهبها تلك الصفات في الحياة أو السكوت عنها في الموت أو قيامها مرة أخ9رى كما جاءت أول مرة ولا تنعيمها ولا تعذيبها إلا الله ، أما ملائكة الموت فتخصصهم أقل درجات ودرجات ودرجات في توف الإنسان وهي قبض حياتهم التي تدب في أجسادهم كما تفعل أنت ع7ندما تجتث شجرة من جذرها لتفني وجودها وتنهي حياتها وتوقف عملية البناء الضوئي وتتوقف عن النمو والاخضرار وتصبح مجرد قطعة خشب ولا تعلم أين ذهب ما كان يجعل منها شجرة خضراء يانعة فأنت فعلت الكم والكيفية كانت على الخالق ، كذلك يفعل ملك الموت الذي يختص بموتك بتوكيل من الله ينهي عمل جسدك وعملك ولا يعلم أين ذهبت الكلمة التي أمر بها الله وقال عنها ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) فالملائكة والبشر والطير والحيوان والنبات كل لها أرواح ونفوس وكلها ملك لخالقها وهو حر التصرف فيها وفي المكان الذي يخفي فيه كلماته وبالكيفية التي يراها هو ولم يخبرنا لأنه ليس من حقنا أن نعلم فاصطنعنا العلوم من بالنا وقلنا على الله مالم نعلم وأني أدعوه أن يعطينا عذرا ويغفر لنا أن تدخلنا فيما لا يعنينا ويسوءنا فنحن بشر .
لقد قلنا مرارا وتكرارا عن علوم الغيب وسنذكرها بتفصيل في مكانها ولو سلمنا بأن عذاب القبر كما يزعمون أمر غيبي ومن علوم الغيب وان الله اختص الرسول صلى الله عليه وسلم بها فلا يجب أن يعلم بها احد غيره وبما أننا علمنا كمها وكيفيتها بل علمنا علما بأسباب العذاب وطرقه ووسائله فلم تعد خاصة بالنبي العظيم بل أصبحت في بصيرة ومخيلة كل من قرأها أو تواترت ووصلته ولم تعد غيبية وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمها فهو كان يعلمها علما وليس كيفا أي أنه لم يرها ولم يطلع عليها برؤيا العين بل خبر عنها ووصلنا خبرها كما يقال فالحديث فيها ليس أمرا غيبيا فلا تلوموا أي أحد من الحديث فيه فأنا بحديثكم عنها قد علمت فتحدثت فيها فلا لوم على من يتحدث في أمر أنتم تحدثتم فيه .
ملائكة القبر ( ناكر ونكير ) اسمهما ملكان والصفة والمضمون أعوذ بربي ممسوخان فهما ليسا ملكين بهذه الأوصاف والتي تخالف الأوصاف التي وصف الله بها ملائكته والتي خلقت من نور أهذا هو النور الذي يتحدث عنه عباد الله ؟ إن الله خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ثم أستوي على العرش وأختص لآدم وبنيه اختصاصا في خلقه إذ قال عنه ( وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فاختصه بالعقل والحساب أوليسا هذان الملكان ممن سجدوا لجدي آدم يوم خلقه تكريما وتعظيما لما خلق الله وقوم فكيف يظهرا بهذه البشاعة لأحفاده أو ترضون على الله هذا الحديث ؟ فهل هناك يا سادة ملائكة حسان المظهر يخرجوا لملاقاة عباد الله الصالحين أم هم نفس ناكر ونكير ببشاعتهم ؟ إن الجنة في مكان غير الأرض وطبيعتها غير طبيعة الأرض والنار في مكان غير مكان الأرض وطبيعتها غير طبيعة الأرض فالأرض فانية وستطوى كطي السجل للكتب مثلها مثلنا والجنة والنار مخلدان فالله لن يغير من طبيعة خلقه ويخلط مخلد بفان إرضاءا للعباد ، كما أن هذان الملكان اللذان سيلقيان العباد في قبورهم أليسا هما فانيان وسيموتان ويدخلان في مكان معلوم عند الله كالبرزخ الذي زعم أنه فيه حياة وكما ستطوى الأرض سيفنى كل مخلوق دون الله ويدخل في مكان معلوم عن الله ليبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام فأين يا سادة في هذا التوقيت الذي سيكون فيه الإنسان والملائكة ومعهم جميع المخلوقات في مكان واحد لا يعلمه إلا الله وليس هناك أي حس ولا نبض ولا شعور ولا حركة ولا عذاب ولا نعيم ولا .... و لا .... ولا ..... فأين الروح والجسد أيها المتذاكي على الله والمتفاخر بأقوال رددتها فصدقتها فأدخلتها في العقيدة دون وعي أو فهم لكلمات الله التي تعدت حدود عقلك فصنفت نفسك عبدا صالحا هاديا إليه تعالى وأنت تقول على الله مالم تعلم ولم ينزل به من سلطان .
( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) البقرة (28) أنظر جيدا أولا فقط ذكر الله إماتتين وحياتين وأقرأ جيدا قول الله في ( كنتم أمواتا) وباعتبار وبما أن القرآن يحدث الأحياء فالله يقول لهم كنتم أمواتا أي أنكم جئتم من موت قبل مجيئكم الحياة الدنيا بما فيها حياة الرحم وحتى حياة النطفة وهي كلها نفس الحياة الدنيا وقبلها موت وعدم ثم انتم قيد الحياة ويحدثكم الله وأنتم أحياء إذ كنتم مواتا قبل حياتكم التي تحيونها الآن ( ثم يميتكم ) كل من يقرأ هذه الكلمات جاء من موت ليقرأها كما تذكر أمامه الآن ثم يموت موتا محققا كما ذكره الله في آياته الإعجازيه وآياته المكتوبة المحفوظة ( ثم يحييكم ) وهي الحياة الأخيرة المخلدة وأنتم جئتم إليها من موت .، إذ أن كل البشر جاءوا من موت وهو العدم قبل الوجود وهي شيء ماض والذي لا يعلم مخلوق أيا كانت قدرته على التخمين أو كشف غيب أي موت جاء منه هذه الحياة وأين كانت روحه قبل مجيئها إلى هذا الجسد الذي صوره في الرحم كيف يشاء وقد اسماه الله موت قبل تكوين المادة الجسدية لوضع المعنى فيها وهي الروح ونفس الشيء سيحث عندما يقول تعالى ( ثم يميتكم ) أي أنكم ستصبحون مادة ومعنى بلا وجود ولن يعلم أيا منكم أين ذهبت هذه الروح كما كنتم أول مرة ثم يحييكم من هذا الموت مستقبلا ثم إليه ترجعون واقفين على أرجلكم كل ينتظر عمله وحسابه ، وليس هناك في ذكر كتاب الله أي من أنواع الحيوات غير هاتين الحياتين والميتين أي أنك الإنسان جاء من موت ليحيا ثم يميته الله ويفنيه فناءا تاما كما كان قبل حياته هذه ثم يعيده جسدا ليعيد إليه روحه للخلود والبقاء أبد الآبدين منعما أو معذبا وإذا ذكر أحد غير هذا الذي ذكره الله في كتابه فإنه قد تعدى حدود الله وأوجد حياة وموت لم يأذن بهما الله ويخالف بذلك طبيعة خلقه وتدخل في شئونه تعالى وفرض فرضا لم يفرضه الله وهي المحيي المميت وليس المدعي بقول غير ذلك ولا حتى رسله وأنبيائه ووصف الله الموت بالموت بمعنى توقف الجسد والروح عن العمل إذا يفنى الجسد وتبقى الروح بأمر الله في حالة سكون وإلا لما كانت ميتة ، وإذا كانت الروح أو الإنسان سيظل في حالة عذاب ليوم القيامة وإذا كانت الروح ستظل في حالة عذاب فإنها لم تمت فكيف تقوم عليها الساعة وهي في نفس الحالة ثم تخلد بعد القيامة فهي لم تأت من موت مخالفة لأمر الله فمتى يموت الإنسان ؟
وإذا الذي سيلقاه الإنسان في قبره حساب فلماذا تقوم له قيامة ولماذا يحاسب فهو بهذا قد علم المكان الذي سيذهب إليه فهما فقط مكانين جنة وجحيم وعندما يذهب للقبر فقد علم مستقره فليس هناك أي داع لأن يحاسب فالحساب لن يجدي معه ولن يأت بجديد ولن يخرج به من العذاب ليدخل به في النعيم ، وإذا كان مايلقاه في القبر مجرد تعذيب أو تنعيم حتى يقوم للحساب وهذا ليس بحساب فكيف بالله عليكم يعذب الله بشرا على أعمال دون حساب ولا يعلم على ماذا يحاسب وإذا كان يحاسب على عدم التبرؤ من البول أو إتيانه الغيبة والنميمة سيحاسب على غيرها وغيرها فليس كل الناس تقع في نفس الخطأ ولا يفعلوا نفس الحسنة فكل ستكون له أسباب عذابه وأسباب نعيمه وهي نفس الأسباب التي سيعذب أو ينعم بها يوم القيامة إذ أن نفس الأفعال هي هي و الأقوال هي هي فهل سيعذبون على نفس الخطأ مرتين أم من يعذب في القبر ينعم في الآخرة ومن ينعم في القبر ليست لديه معصية واحدة يعذب عليها فهل تعلمون على العادل عدلا مطلقا هذه الأحاديث التي تفترونها وتقسمون به تعالى أنها من عنده ؟
إقرأوا قول الله تعالى في سورة الزلزلة ( إذا زلزلت الأرض زلزالها وقال الإنسان مالها ................... يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خير يره . ومن يعمل مثقال ذرة شر يره ) انظروا إلى قول الله يومئذ يصدر الناس أشتاتا وقد جمع الله بكلمة فرد وهي الناس ولم يحدد عددا ولا أنواع ولا أصناف بكلمة الناس معرفة بالألف واللام للجمع بين جميع من خلق من بشر وهذا الذي يخص بني الإنسان إذ أن هناك من سيبعث غيرنا ولكن لا نعلمهم ولكنه خصنا بالخبر بكلمة الناس ، ثم قوله تعالى ( ليروا أعمالهم ) وحرف اللام هنا جاء لوقوع حدث بعد حدث مباشرة ولا فاصل بينهم إذ أن يصدر الناس خروجا ليروا أعمالهم وهم بقول الله هذا بأنه لم يوجد قبل هذا اليوم الذي وصفه تعالى بكلمة ( يومئذ ) من رأى عمله ولا علم ما في كتابه سوى أنه كان يتعامل قبل هذا اليوم بعقله هو وفكره هو وعمله الذي ميزه هو بعقله إن كانت حسنات أو سيئات بحسابه الإنسي وكل في كتاب إمام مبين (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة خير يره ) إن الله يقول من يعمل وجاء بها في المضارع أي أنه تعالى يحدث الحي في الحياة الدنيا أنه إذا عمل عملا خيرا سيراه يومئذ وإذا عمل عملا شرا سيره يومئذ وهو اليوم الذي ستزلزل فيه الأرض زلزالها وليس قبل ذلك اليوم الذي حدده الله تعالى والله لا يخلف وعده .
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وهي آية متشابهة ، إذ أن الله تعالى قد خص الذين قتلوا في سبيله بالحياة ولكن لا نعلم كيفيتها فهم في معية الله يرزقون رزقا وليس تنعيما مخلدا ، وإذا نظرنا للآية في قول الله ( ولا تحسبن ) فيها تشديد وتوكيد على تخصيص الذين قتلوا في سبيله بالحياة وجاءت النون للتوكيد والتشديد والتفرد وقوله ( أحياء عند ربهم ) أنه أختصهم هم ولا غيرهم بكلمة ( أحياء) وما سواهم فهم أموات ولو كان هناك أحياء غيرهم كمن يدخل قبره ليحيا ينعم أو يعذب فهي أيضا حياة كما أن الذي قتل فهو فقد حياته أي أنه في إعتبار البشر ميتا ولكن عند الله حي ولا سواه ولو كان كل من يقتل أو يتوفى يحيا مرة أخرى ينعم فهو ينعم مثل الذي قتل في سبيل الله ولو كان يعذب لكان كالمثل الثاني الذي اختص فيه قوم فرعون بالعرض على العذاب ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وإذا نظرنا لقوله تعالى ( النار ) لتيقنا تمام اليقين بأن عذاب الله ليس غير النار التي أعدها لمن عصاه وابتعد عن صراطه وهداه وعبادته تعالى وكان أشد الناس بعدا عن الله في عبادته هم آل فرعون الذين سيتذوقون أشد العذاب وإذا نظرنا إلى قوله ( يعرضون ) لوجدنا أن الله ذكرها مبنية للمجهول أي أن آل فرعون هم الذين سيعرضون على النار وليست النار التي ستأتي إليهم في قبورهم كما يشاع أو كما يزعم الكثير في قضية عذاب القبر أو حياة ما بعد الموت كما أن الله تعالى قال ( ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) أي كل الذي سيحدث لهم بعد موتهم هو عرضهم على النار وليس تعذيبهم بها لأنهم لو عذبوا بها فهم مخلدون فالنار خالدة وهم لم يحاسبوا ولم يدخلوها والنار في الأصل لم تأت إليهم وهذه الآية من الآيات المتشابهة التي لا نعلم كيفية العرض بالجسد أو الروح أو الاثنتين معا فالله أخبرنا بأنهم سيعرضون على النار وهذا كان للعلم بنا فقط وليس لمشاركة الله في كيفية خلقه وتدبير كونه ووجوده الذي يديره كيف يشاء وفي نهاية قوله ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وهي النار التي عرضوا عليها ليدخلوها مخلدون بإذنه تعالى ولا يخرجوا منها أبدا كما أنهم لا يموتون ولا يحييون في العذاب الذي أعد لهم ولأمثالهم ممن كان في بعد عن الله تعالى .
وهذا الثعبان الأصلع ويالها من فتنة كبرى ان يكون من معذبي الإنسان حيوان أقل درجات رقي من الإنسان بدرجات قد تفرق في طبيعة التكوين الخلقي لكل من الحيوان والإنسان فالله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه تكريما بعقله على بقية مخلوقاته فهل يأتي من خلق الإنسان بعقل مميزا بحيوان بلا عقل ليعذبه به؟ وما هذا الأصلع وهو حيوان زاحف لا عقل ولا وعي لما يعمل كما بالله عليكم هل هناك مؤمن بالله الذي خلق الحياة والموت أنه مرة أخبرنا بأنه هناك حيوانات في العالم الآخر ؟ ألم يكفيهم أن يوقظوا الموتى ويأتوا بقطعة من جهنم للأرض وأنهار ورياض من الجنة الخالدة إلى الأرض الفانية ويوجودوا ملائكة من نوع خاص وبصفات لم يأذن بها الله بل يأتوا بحيوانات في عالم الموت ويحولوا الطبيعة التي خلق عليها الواجد موجوداته وجاءوا بآيات لا سند لها لا كتابيا ولا علميا ولا عقليا ليس إلا لأنهم وروثوها وفرضوها فرض كتاب الله وكفروا من لا يؤمن بأمور الغيب التي دخلوها ووضعوا فيها قوانين تفوق طبيعة البشر التي خلق عليها ولم يلتزموا بحدود الله التي حدها ووضع قوانينها ووضع لنفسه غيبا اختص لذاته بها فكيف نتعداها بهذا الجهل متآمرين علنا على كلمات الله وعلومه وطبيعته

الجمعة، 6 فبراير 2009

دعوة الى كتاب الله - عذاب القبر ونعيمه حديث مفتعل - العقل والفكر

احبائى .. أخوانى واخواتى.. اصدقائي وصديقاتى
عذرا لتاخيرى عليكم وقتا طويلا واتمنى ان تكونو فاكرننى واشكر اخواتى وصديقاتى ( شمس ويويو وكذلك المهندس الحسينى ) لسؤالهم عنى
وبعد
الموضوع هذه المرة مش مجرد بوست
ولا حتى مجرد كلام رومانسي ولاخواطر واشعار
الموضوع بصراحة اكبر من كل ده
لانه يتعلق بديننا الاسلامى
اصل الموضوع مش بتاعى ولكنه وصل الي عن طريق صديق اسمه محمد من مصر
المهم وبدون مقدمات وباختصار هو بيتكلم عن القرآنيين .. اى بالمعنى الواضح اتجاه فكرى وعقلى وعقائدى الى القرآن فقط بعيدا عن الاحاديث النبوية .. والاخطر من كده هو انكار صحة الاحاديث النبوية المنقولة لنا عن طريق السلف البخارى ومسلم وغيرهم
** لذلك قررت ان اشرككم معى فى هذا الموضوع
ولكن لى طلب مهم جدا من اخوانى واخواتى
ارجو قراءة الموضوع اكتر من مرة والبحث الدقيق للرد على هذه الافكار والتأكد الكامل منها
بالنسبة للرأيي حتى يكون واضح لكم هو انى معجب بالفكر نفسه وليس هذا ايمان منى به وهذا ما قلته لصاحب الفكر نفسه مباشرة عن طريق المحادثة بالمسنجر ..
اتمنى ان تشاركونى فى الموضوع لحماية ديننا الحنيف .. وليس عرضى الموضوع بمثابة ترويج له ولكنى اريد التوضيح والوصول لما يرضي الله ورسوله
وتقبلو تحياتى
واليكم نص الميل المرسل اليا من الصديق بالفكر ليس ناقص وكما ارسله لى
بسم الله الرحمن الرحيم
ربي هذا أنت وأنا في يقين من أني عبدك وأنت خلقتني ، وهذه نفسي كلمة بأمرك أمرت بها في جسدي فنبتت على حبك وطاعتك أحب أن أراك في عبادك ومخلوقاتك أحب أن أراك في نفسي وعقلي المحدود وقلبي المليء بحبك والطامع في رحمتك ، ربي بحثت عنك وسألتك أن تجيب وهذا حقي إني عبدك وأنت ربي ، ربي ليس عندي سواك من يطلع على فؤادي فأنت اعلم بما في نفسي ولا أعلم مافي نفسك، إني أغوص في ملكك لست تائها ولست خائفا ولست جاحدا ولست ضالا ولكني عاصيا ، أعلم أني بعيد عنك ربما كل البعد ولكني في يقين ... يقين تام انك معي حتى في معصيتي ، هذه نفسي خلقتها وخلقت لها أسبابها جئت مجبرا وأرحل مجبرا وأحيا مخيرا طمعي في رحمتك أنك ربي وديني هو أن أكون مسلما لك ولوجهك الكريم وهذا دربي أسير فيه بنفسي العاصية ولن أعود عن عبادتك فأنت ربي وهذه نفسي اهدها وارحمها ياربي ورب العرش العظيم. من ذا الذي يسير هذا الكون العظيم من الذي يعطي النطفة الروح لتحيا وتتنفس بداخل رحم مغلق النوافذ والأبواب والثقوب ؟ من ينبت الزرع ويحول النهار ليل والليل نهار؟ من الذي يسير الكواكب والنجوم بحكمة جليلة ؟ من الذي يرفع السماء فوق الأرض ومن الذي علق الأرض والكواكب في فضاء بلا حدود ولا نهائي؟ من الذي يهبني الشهيق والزفير وأنا في قمة سباتي؟ من الذي خلقني من عدم وخلق أبي وأمي وأجدادي وأصدقائي وكل البشر؟ إنه أنت يا الله يا عظيم يارب إني أحبك يا الله لأنك ربي وأني طامعا فقط في رحمتك فارحمني يا أرحم الراحمين.....
محمد الصامت
دعوة لكتاب الله

( ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه . هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) البقرة 1-3.
( المص . كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين. اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ) الأعراف 1-3.

سبحانك ربي صاحب الملك جئت بنا وإليك نعود ، أنزلت كلماتك على عبدك ورسولك فحملها الأمين ونطقها كلاما مباركا عربيا وذكرى للمؤمنين ومنذرا من عذابك وداعيا إلى جنات خلدك وصراطا مستقيما هديتنا إليه وحفظته حفظا ، اللهم إجعل من كتابك حكما عادلا في أفعالي وأقوالي وشفيعا لي عند لقاء وجهك الكريم .
لقد أنزل المولى عز وجل كلماته في رسالة أسماها كتابا محفوظا من لدنه وحفظه ليكون الجيش الإلهي الذي يواجه الجهل الإنساني والضلال البشري وليكون هدى وصراطا مستقيما، إن صورة الإسلام الشرقي وأعني ما أقول (الشرقي) أو العربي قد وصل لصورة شبيهة أو قريبة الشبه كثيرا فيما قبل نزول القرآن من رب العرش العظيم فقد توارثنا تأويله وشرحه وسرنا بخطى تقسم بان هذا الذي ألفينا إباءنا عليه وتناسيا أن القرآن هو أصل كلام الله والذي جمع فيه عباداته وشرائعه وعذابه ونعيمه ورسالاته و كل ما يخص الإنسان أو يلزمه في دنياه وآخرته ، لقد نزلت الرسالة لنتبعها ولا نتبع من دونها أولياء ولا نصدق تصديقا مطلقا لكلام أو رواية تخالفه ، قد مات من نزلت عليه الرسالة ومات من كان يخلفه وقد أدى الأمانة فكان رسولا من عند الله رحمة للعالمين ، إن من أنزل الكلمات الطيبات حي لا يموت حافظا لكلماته فلا تأتيها الباطل من بين أيديها ولا خلفها ولن نجد لأنفسنا بعدها من هدى فهي هدى الله .
بدلا من أن نفتري على الله القول ونقسم بأن هذا من عند الله ونحن من كتبناه بأيدينا بكل جهل وكبرياء ليس سوى أن نكون من التابعين لمن كان أعلم من الله واتخذنا سابقينا أولياء من دون هدى الله وقلنا على الله مالم نعلم ولم ينزل به من سلطان . لقد أخبرنا الله تعالى مالم نعلم وعلمنا وهدانا لصراطه المستقيم وأنزل علينا كل الكلمات الأبدية والأزلية مباهيا بنا مخلوقاته بأنه أنزل علينا الكلمات الخالدة الأزلية والأبدية والتي لن يخرج بعدها كلاما ولو اتحدت الأنس والجن في أن يأتوا بآية أو سورة من مثله لن يفلحا ، إنه الكتاب الذي جمع كل المعجزات والأقدار السماوية والتي يسيرها بقدرته ويحفظ كلماتها وهي تدور بين بني الإنسان كما تدور الفلك في فضاء لا يعلمها إلا هو ، إن النجوم والكواكب تدور في فلك عظيم وتستجيب لأمر الله مسبحة لقدرته في صلاة وعبادة وإيمان لم يصل إليها إنسان يحمل عقلا وكلام مكتوبا ومقروءا من عند الله .
أنظروا على كلمات الله وأقرءوه علكم ترحمون ففيه الرحمة بل هو الرحمة يا أهل العذاب ، إن رحمة الله في كتابة وعقابه وثوابه فلماذا تخرجوا عنه وتنسبوا الحديث عن من نطق بحروف كلمات الله حاملا الأمانة وافترينا القول وجئنا بعذاب وعلامات وآيات لم ينطق بها عن الله الذي أوحى إليه ما بين أيدينا ولم يوحي إليه بغيره ولا سواه ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) وتلك آيات مفصلات والتي أوحيت عليه لأولى العقول إنه منه الواجب علينا إن نكون فرحين مهللين بان بين يدينا أعظم كلمات وأصدقها ونحن نكذب ماجاء بها لنصدق ماتوارثنا
، إن النبي الأمي الذي لم يكتب حرفا قبل نزول القرآن لم يتبع بعد نزوله إلا هو ولم يخرج عنه ولا يحق له تبديل حروفه من تلقاء نفسه ولم يفعل إلا ما أمر به أن يبلغ وقد بلغ بمنتهى الصدق والأمانة وتركها ذكرى محفوظة لكل مؤمن وباحث عن الحق والصدق الإلهي .
إن القرآن الكريم كتاب أحكمت آياته وهي آيات بينات مفصلات من لدن عزيز حكيم وهناك من يحاول طمس معانيها مستندا على أقوال وروايات سابقين لم ينزل بها من سلطان ، إن هذه الآيات لولاها لما آمن هؤلاء السابقون ولولاه ما علموا أخبار الغابرين ولما علمنا ولا تعلمنا ، إن الرسول العظيم كان ينتظر الوحي ولم يكن يملك خزائن الله ولا لم يكن يعلم الغيب ونطق بالوحي ولم ينطق بغيره ولم يفترى على الله وهو بريء مما يدعون ، كيف تدعون إلى الله من دون كلماته ؟ هل نحن مانخبر الله عن غيبه أم هو تعالى يخبرنا بما يحكم بيننا ؟ هل نحن من نهدي إلى الله أم حق الله أحق من يكون الهدى ؟ هل علوم الغيب عند الله يخبرنا بما يريد أم نحن ما نعلم من دون علم الله ؟ ليس أظلم على الله من يفتري على ربه القول . قولوا هذا الحق من ربكم الحق وأن الحق أحق أن يتبع وكتاب الله هو الحق من تنزيل الحق.
إن الله كلما أرسل رسولا أو نبيا كان يمن عليه بمعجزاته الإلهية المؤيدة له وتصديقا لما بين يديه من دعوة إلى الله وكانت المعجزة تفضيلا من الله لهذا الرسول بما لديه من معجزات لم تكن موجودة لغيره من بني جنسه وكانت كل المعجزات على قدر الرسالة والقدر الذي يحتاجه هذا الرسول المرسل في قومه ، وهذا هو ولكن الإنسان تناسى عمدا أن هذه الخروقات والمعجزات لم تكن إعجاز هذا الرسول أو النبي بل أنها دفعت إليه دفعا وأنزلت عليه نزولا ولم تكن لهداية هذا النبي أو الرسول فهو أقرب إلى الله وأهدى ولا يحتاج لمثل هذه المعجزات كي يهتدي ولكنه كان يحتاجها لإقناع من نزع عنه عقله ويعطيه آيات على قدرة الله التي لا قبل له في الوقوف في وجهها ويهديه إلى وجه كريم ولكن الإنسان عمدا ومرة أخرى تناسى منزل المعجزات وتذكر من نزلت عليه ، إن معجزات الله لا تنتهي ولا تتوقف في كل لحظة وحين ، وأن الله تعالى كلما تناسينا آيات أنزل علينا غيرها رحمة بنا وهداية لنا ولكننا بكبر وعناد نرفض أن نهتد ، إن كل الآيات التي نزلت لم تنزل على مجنون أو قوم مجانين ولا مطالب بأن يتفكر فيها مجنون بل هي نزلت لمن أراد أن يكون عاقلا ولبيبا وعابدا لله وحده بلا شريك ، إن آيات الله جمعها لنا في كتاب بعدما تناساها السابقون وجحدوا بها فجمعها المولى عز وجل في كتاب واحد وهو الوحيد الذي اختص نفسه جل علاه بحفظه ورفع عنه الريبة إنها نفس الآيات التي تناسيناها عمدا إنها نفس المعجزات التي أيدت أنبياءه ورسله وأفضل منها إنها الكلمات المباركات التي نزلت لتدوم لأبد الآبدين ذكرى لمن يذكر أو من أراد ، إنها الذكرى الوحيدة التي ليس لها ثان التي حفظت من لدن عزيز حيكم يدير ملكه كيفما يشاء ويهب من يشاء ويقبض فلا يحق لأيا كان أن يبدل فيها أو يزيد عليها ، إعلم أخي المتعاون بالفكر بأن الكلمات الوحيدة والمعجزة الوحيدة والكتاب الوحيد الذي لم يدخله الشيطان ولا يستطيع هي القرآن ولكنه إستطاع أن يبدل في معانيه بداخل عقول البعض كما استطاع أن يبدل أمر الله في عقل آدم الأول ولكنه لا يستطيع أن يبدل في كلام الله الذي حفظه تعالى بذاته ، إن كل أنبياء الله كانوا رسلا بشرا ليس أكثر ولكن الله اختارهم واصطفاءهم ليحملوا الرسالات من عند الله لبني جنسهم ولم ينزل عليهم ملائكة ، لقد نزلت المعجزات على بشر مثلنا وكلنا نعلم مدى قدرة الإنسان وأن الذي زاد على هذا الذي اصطفاه الله ما هو إلا من عند الله لنا وليس للمختار من عند الله وأنه ليس ملاكا من السماء وليس إلا بشرا يوحى إليه يمرض ويعتل ويجوع ويعطش وربما تكون أكثر منه قوة بدنية أو أقل وربما بطنك تتسع لكمية طعام أكثر أو أقل منه أو قد تكون أنت أطول أو أقصر منه قامة و لك حياتك وله حياته وزوجتك ليست كزوجته وبيئتك ليست كبيئته ولا طعامك هو طعامه ولا حتى لونك هو لونه فهو بشر مثلك أنت كما تختلف مع من مثلك في الحياة وطبيعتها هو يختلف عنك فهو لم يحيا حياة أهل السماء وأنت تحيا حياة الأرض فكلنا يحياها كما يراها في بيئته كما كان يحيا كل الأنبياء حياتهم قبل البعث ولكن ما كانوا يحملون من رسالات كانت لنا ولم تكن لنا حياتهم وهم جميعا مثل أجدادنا توفوا كما يتوفى كل خلق بني آدم ولكن تبقى ما أراد الله أن يبقي ويحفظ وهي آياته ومعجزاته في أنفسنا وفي كلامه وطبيعته وخلقه ومخلوقاته وقد فعلها أنبياؤنا الرسل فما كان على كل رسول أو نبي لقومه إلا أن يبلغهم ويعطيهم رسالة الله ويترك بينهم تلك الآيات التي أنزلت عليه ليحفظوها ويعرفوا بها طريق الله وهداه فهل عاد كل إنسان لله وآياته ؟
هل يعتقد البعض أن الله ليس بقادر أن يجعل كل بني الإنسان مهتدين ؟ كلا والله ولكنه تركه بعقله أن يتذكر ويتفكر في آياته الكونية الباقية وكلماته المحفوظة بين أيديهم ولكنهم لست أدري كيف بهذا القدر لم يتفكروا في آيات هم أنفسهم شهدوا بصدقها المطلق ونزولها من عند الله ويتبعون سواها ولا يتبعوها وهي الأصدق والأهدى إلى الله .
من الأمور الغريبة والتي أثارها بعض شارحي القرآن ومأوليه أو بما يسمى مفسريه على ربط التأويل بأسباب نزولها فصدرت لهم أحكام على الكتاب كالنسخ على سبيل المثال ولست أدري كيف يحكم بشر في كتاب الله أيا كانت درجته العلمية أو الإيمانية ، إن الكتاب أنزل لنأخذ ما فيه ولا نبدل آية مكان آية ولا حتى معنى تأخذ معان أخرى في آيات أخرى ، القرآن آيات ، وآيات الله هي معجزاته التي لا تبديل فيها ولا فوقها إلا الله وإذا كانت معجزات الله فينا وفي أنفسنا ولا نبصر فقد أتانا بمعجزات أنبيائه لهداية البشر لعبادته وتوحيده ولما كان الإنسان ظلوما جهولا ورحمة من الله بأشد خلقه بعدا عنه وهم نحن وأعنيها العرب أنزل علينا كتابا إعجازا متجددا آيات بينات مكتوبة بالعربية ولم نفهمها ولم نفهم بأن كل آية هي معجزة أبدية وأن آيات الله التي تناسيتها البشرية والتي تجهل أن تصل إليها كلها مكتوبة بالحروف العربية وهي بين أيدينا ونصطنع عدم الفهم لنصدق بشرا مثلا ، إن قضية النسخ التي أثارها بعض الشارحين لكتاب الله جريمة في حق الكتاب ولا يحق لنا أن نصدر أحكاما على الكتاب ولا نفند فيه ولا نعدل في معانيه فالله ذكرا مواضيع كثيرة في آيات كثيرة وكررها في آيات أخرى وسور أخرى ولكنها كانت تحمل نفس المعنى ونفس المضمون ولا تختلف مع نفسها ولا نقاش ، فأما الذي ربط تحريم الخمر في ثلاث مواقف وكلها تختلف عن الأخرى بحجة تدريج تحريمها فهذا جرم على الله وافتراء وبهتان فالله إذا حرم شيئا حرمه وإذا احل شيئا أحله فلقد حرم الشرك وهذا أعظم حرام حرمه بأمر إلهي وشدد عليه كيف لا يحرم الخمر مرة واحدة ؟ وآيات الخمر الثلاث التي ربطها الشارحون ببعضهم لا علاقة بمعانيهم فكل آية كانت تقصد نفس المضمون التي تتحدث فيه فقط ولا تربطها بالأخرى أي معاني ، على سبيل المثال آية ( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) لا علاقة لها بآية ( الخمر والميسر ...... رجس من عمل الشيطان فلا تق ) فالآية الأولى أنزلها الله في موقف الصلاة وليس لتحريم الخمر فليست الخمر هي الشيء الوحيد الذي يوصل لحالة السكر ولكن الله كان أمره في هذه الآية هي احترام قدسية الصلاة التي هي الصلة التي تربطه بإلهه فألا يكون متواصلا مع ربه وهو في حالة سكر وعلل ذلك بكلامه ( حتى تعلموا ما تقولون ) فالله أراد أن تكون في صلة معه وأنت تعي ما تقول له وهذا ليس تحليلا للخمر ولكنه أيضا ليس تحريما ولا علاقة له بالآية الثانية التي ذكرناها والتي تبين وتوضح أشياء بعينها حرام والتي هي أرض خصبة لعمل الشيطان مع الإنسان فنهي عنها ووضح أيضا أسباب حرامها وفصلها ولا تحتاج لربطها بآية أخرى لإعطائها درجة حكمية حكمت بها أنت ولو كنت من ؟ كتاب الله نزل كما هو نأخذ منه ولا نعطيه ، نفهم منه ولا نبدل في معانيه .
وهناك مثال غريب أثاره بعض الناسخين ولست أدري من أشار بهذا ؟ لقد ربط بين المواريث والوصية، لست أدري أي رابط بينهما ؟ في اللغة العربية لا حروف متشابهة ، في الشرع ؟ المواريث شرع الله أما الوصية فهي شرع إنسان ، في القرآن ؟ حاش لله هذه قضية وهذه قضية ، حتى في مكانها ومكان آياتها في سورتين مختلفتين ولا رابط بينهما فالوصية في سورة البقرة والمواريث في سورة النساء والتي شرح وشرع تشريعه بالتفصيل الممتع والسهل والبسيط والمفهوم لغويا ولا فصال فيه ولا تأويل ولا خلاف ، فأما الوصية فهي شرع الله الذي تركه للإنسان يشرعه فيما سيخلفه بحريته العقلية فقال ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف ) وهنا نلاحظ قول الله ( إن ترك ) وهنا لم يذكر الله أي قوانين أو لم يضع ضوابط على الوصية أو كيفيتها أو فحواها سوى العدل الإلهي الذي تركه في عقل هذا لإنسان في عبادته ، وشاهدين عليها والقانون والضبط وتشريع الله وحكمه لم يكن على الموص بل على منفذ هذه الوصية إما من الشاهد أو الموص له فقال ( ومن بدل غير ذلك فإنما إثمه عليه ) والموص لن يبدل ما أوصى به فقد أوصى وانتهي فأما منفذها أو الشاهد يستطيع التبديل وتحمل الإثم ثم قال( ومن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه ) وقول الله واضح ولا يحتاج تأويل والكلام لمن شهد الوصية ورأى عزوف عن العدل من الموص فليحاول الإصلاح فأما في المواريث ليس هناك من يستطيع أن يبدل أو يصلح لأنه شرع الله فأما في الوصية يمكن التبديل وتحمل الإثم أو الإصلاح إذا رأى في حكم الموص بأن وصيته قد تحمل ظلما لمن تركهم ، فلا رابط ولا نسخ بين شرع الله الذي حكم به بنفسه في آيات المواريث وبين من ترك له تشريع وصيته وتعديلها من شاهدين عليها بل أنه إفترض وقوع عزوف عن العدل في الوصية لأنها تشريع وضعي بقوله ( فمن خاف من موص جنفا أو إثما ) فهذا شرع الموص يمكن أن يعدل أو يجنف أما آيات المواريث التي هي شرع الله لا يمكن أن تخاف جنفا فيها ولا إثما فالله هو المشرع فيها ولا يمكن التعديل فيها ، فلا نسخ بين الآيات هذه قضية وهذه قضية .
إن القرآن نزل آيات ولم ينزل جملة ومستقبلي القرآن ومتلقيه لم يكونوا يعلموا أنه سيكون كتابا واحدا ولكن الكتاب نزل آيات على سيدنا محمد وعندما تم نزولها وانتهاء الوحي انتهت الرسائل على الإطلاق وتوقفت المعجزات ولم تكن تلك الآيات كتابا واحدا لأن الله تعالى تعهد بحفظ تلك الكلمات وقالها في كلماته التي لم تصبح كتابا ومن يعقل يقرأ ( ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه ) البقرة 1-2 نزلت آية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالله ذكر الكتاب ولم تكن كتابا أو لم تصبح كسابقيه من الكتب التي نزلت جملة بل كان آيات وسور لتكون معجزات المعجزات المكتوبة وتم جمعها وأصبحت كتابا واحدا بعد وفاة الرسول وليس في حياته ، وقوله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) والذكر هنا هو القرآن وهو الهدى وهو الصراط المستقيم ، وهنا نعلم بأن كان على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو استقبال الآيات وبيانها وأن تلك الآيات هي الرسالة التي يحملها كما حملها من قبله إخوانه وأجداده الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم جميعا ولكن الفرق بأن الله تعهد لنفسه بحفظه آيات متجددة ومعجزات لا تنتهي نصبح ونمسي فيها ، وأن من الإعجاز أن كل الآيات والمعجزات التي سلفته والتي نزلت معه لم تكن إلا وقتيه ولقوم بعينهم وزمان بعينه ولغة بعينها ومكان بعينه ، وتنتهي بانتهاء زمانها وتندثر برحيل قومها ولا يبقى منها سوى ذكراها أو ذكرها باللفظ وربما يزيد على ذكرها أو يقل من قيمتها حسب عقل الناقل أو فهم المتلقي وتنسى بمرور الزمن عليها ، فكان القرآن طاقة متجددة من الآيات الإعجازية التي لا حدود لها تروي الآيات السالفة بصدق وتخبرنا عن حالنا بأمان وتنبأنا بمستقبلنا بيقين وتبين لنا ما نحتاجه في دين ودنيا ، إن القرآن يتحدى وأنا بدوري أنضم له اتفاقا ولا خلاف في أن يسأله بشر سؤالا واحدا دينيا أو دنيويا ولا يجيب ، أو يحاول تعجيزه عن الرد في موضوع سؤاله ، ( وما فرطنا فيه من شيء ) قد قالها الله تعالى وهو أصدق القائلين وأنا أصدقه إذ ليس هناك ما يستطيع أن يفعله بشر أو مخلوق غيره أن يحيره في الرد أو تعجيزه عن معلومة أو علم فهذا كلام الله فهل يمكن أن نتعامل معه بحكمة كما كان يتعامل مع أصدق الخلق وكما علمه الله فعلمنا ؟ .
إننا نتعامل مع كتاب الله كأنه إرث لنا وافترضنا أنه كتاب من مجموعة كتب سلفية ورثناه كلاما مكتوبا وشرحه معه وتفسيره معه وقراءاته ومعانيه وحتى إعراباته وإعجازاته كلها مجموعة كتب وهو بينهم كتاب وتعاملنا مع كل الكتب بنفس الدرجة الإهتمامية وسقط عمدا وكبرا أن هذا الكتاب لا يمكن واستحالة المقارنة بينه وبين أي كتاب مهما كانت درجة صدق غيره ويقينه إذ أن صدق القرآن مطلقة ولا حدود لها وغير ذلك ولو حتى وحيا منزلا مادام خارجه فلن يحمل صفة ( مطلق ) والفرق بين الصدق والصدق المطلق كالفرق بين الله وعبده فهل هناك من يحاول أن يفاضل أو يقيس درجة صدق عبد بربه ؟ أي هذا الهراء الذي يقال بأن كتاب فلان هو الأصح بعد كتاب الله ؟ مال لهذا القائل وصاحب الكتاب أيا كان كلامهم أو قولهم أو فعلهم أو مارأوا بم قال الله وما هي الدرجة التي يمكن أن يصل إليها هذا الصحيح من درجة صحة كلام الله ؟ أي قول هذا الغير مسئول من يردد بأن فلانا قال وقوله صحيح ولا خلاف عليه وهو في الأساس مخالف لما قاله الله ؟ أي جحود هذا الذي يعطي كتابا أرضيا لعبد .... نعم عبد من عباد الله يحب ويكره .. يجوع ويعطش وينسى ويتذكر ... ويصدق ويكذب ... ينام ويسهو ... يتحدث بلغة وآلاف لا يعلمها.. يعلم ما بنفسه ولا يعلم ماعند ربه .. إنه مجرد عبد من مليارات جاءوا قبله ولا حصر بعده خلقهم الله وليس هناك وحي فقد رحل آخر من نزل عليه وحي ،فكيف بالله عليكم أضع كتابه وأفرضه فرضا أن يكون موجودا بجوار كتاب الله حتى ولو كان أسفله فهو مقرون بوجوده بل في الكثير من القضايا التشريعية والعقيدية سبق كتاب الله ليس إلا لأنه الأصح بعد كتاب الله وأين كتاب الله وهو لم يفرط في شيء لكم ؟ أين كتاب الله قبل هذا الأصح؟ هل حاولتم أن تسألوا كتاب الله مرة ولم تجدوا فيه ما تأربوا فسألتم الأصح فكانت لديه الإجابة ؟
إن كتاب الله ليس بمثل هذا الضعف حتى تلصقوا صحيح به فهو لا يحتاج لسند يسنده ولم يفرط في شيء تجدوه في غيره ، فإذا ما وجدتم شيئا فرض عليكم فاسألوه وإذا لم يكن موجودا هذا الشيء فاعلموا جيدا أن الله لم يفرط وإلا لكان ذكره ونطقه عبده الذي لا ينطق عن الهوى .
إن الأمة القرآنية تمزقت لفرق ومذاهب وجماعات كل فرح بما عنده ولديه وهو الأصح بما لديه من صحيح موروث وليس بما لديه من أصدق على الإطلاق وأصبح كتاب الله موجودا بين أيدي كل المذاهب والفرق والجماعات بنفس الحروف والكلمات ودرجات الصدق ولكن تاهت عقولهم فتاهت معانيه فيها وأعجب كل العجب أن كل فرقة ومذهب تدعو لصحتها بما لديها من صحيح موروث ولم تنظر لكلمات الله فإذا ما نطق أمامهم شيء عندهم يخالف كتاب الله بكل كبر وخيلاء تكبر وصدق ما ورث وهو يتلو كتاب الله ، إعلم أنه مهما تاهت أو ضاعت معاني كلمات كتاب الله وكان ابتعادك عنها وإتباعك للموروث وتصديقه صدقا مطلقا إعلم أن هذا ليس عيبا في الكتاب بل قصورا في عقلك الذي لم يستطيع أن يذكر أو يعقل مادام المنقول عندك هو الأصل .

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

عذرا اصدقائى وصديقاتى على فترة غيابى
واسف بجد لانى كنت مشغول جدا فى عملى الجديد
وان شاء الله اوعدكم اول ما افضى
ازور كل واحد منك
واعلق بمدونته
اتمنى من الله ان تكونوا جميعا بخير
تقبلوا تحياتى